Menu

للإعلام المقاوم: تحية 

غسان أبو نجم

خاص بوابة الهدف

الإعلام المقاوم؛ سلاح يرعب الأعداء ويقض مضاجع المتخاذلين ويعطي للثورة بعدها الإنساني؛ إنه السلاح المدافع عن قيم العدالة والحرية والديمقراطية، ففي زمن العولمة؛ أصبح القتل يأخذ صفة العالمية وقوى الشر العالمي تصدر الحروب والسلاح والمرتزقة في كل بقاع الأرض؛ تقتل وتدمر وتسرق مقدرات الشعوب والأمم، تحت مسميات ومبررات مختلفة، في ظل هذا القتل والتدمير المعولم كان من الضروري أن يكون لدينا مقاومون إعلاميون يكشفون زيف هذه الحروب ويحملون لواء الدفاع عن عدالة قضايا شعوبهم؛ يستكشفون ويحللون ويحرضون جماهير الشعب على مقاومة المحتل دون كلل معرضين أرواحهم وحياتهم اجتماعيًا واقتصاديًا لخطر الموت أو الفقر؛ ديدنهم دائمًا الوطن.
تحية ملؤها الأمل بأن يرقى إعلامنا إلى مستوى الأخطار المحدقة بأمتنا وقضيتها المركزية فلسطين ليكون خندق اسناد للقوى التي تنشد الحرية والديموقراطية والتحرر من الاستعمار بكل أطيافه ويكون الشرارة التي تفجر غضب الجماهير في وجه الاستبداد والاضطهاد والمناخ المتحرر الذي يبعث الكلمة الحرة في أوساط الجماهير. الرحمة لشهداء مهنة المتاعب الذين استشهدوا في الميدان والذين دفعوا أرواحهم ثمنًا لجهدهم وموقفهم وكل التحية للجرحى الذين فقدوا أجزاءً من أجسادهم ثمنًا لكشف الحقيقة. 
وأخيرًا: تحية إجلال لمعتقلي الرأي الذين تضمدوا بالحقيقة ودفعوا سنوات من عمرهم في باستيلات الظلم والأنظمة الظلامية، ولأن فلسطين تشكل رأس الحربة في مواجهة أعتى احتلال عرفه التاريخ المعاصر، كان لا بد أن يكون الإعلام الفلسطيني في طليعة الإعلام المقاوم الذي يقف بكل إمكاناته في مواجهة وكشف وتعرية ممارسات الاحتلال الفاشية وسطوته العنصرية ومحاولاته إنهاء الوجود الفلسطيني؛ كيانا وقضية، وتقديم الحقيقة كل الحقيقة للجماهير؛ محليَا وعربيًا ودوليًا وكشف كل الممارسات المعادية لطموح الشعب الفلسطيني، سواء كانت من الاحتلال أو القوى المتساوقة معه، دون المس بالحقيقة رغم مرارتها أحيانًا، ولقد سجل الإعلام الفلسطيني المقاوم؛ خطوة متقدمة بهذا الاتجاه في كشف نهج التفريط وتحالفاته وفساد سلطة أوسلو، وسجل بالكلمة الملتزمة؛ نبض الشعب بكل انحياز لمصلحة فلسطين؛ قضية وأرض ووطن.
إن تاريخ الشعوب المناهضة لقوى الشر العالمي؛ تسجله قواه الحية ونبض أقلامها الملتزمة؛ فتكون الكلمة أشد قسوة من الرصاصة؛ فالأولى تشحذ همة شعب بأكمله، والأخرى تقتل فرد بعينه؛ فتكون بذلك هي المحرك الأساس والمنفاخ الثوري الذي يشغل معول التحريض والدفع المقاوم للأمام، وتوجه البوصلة كلما انحرفت إلى اتجاهها الأساس دون تحيز إلا للوطن وقضيته... لإعلامينا المقاومين: تحية واعتزاز.. وليدم نبضهم المقاوم.